التحقق أساس كل الصحافة الاستقصائية، فقد تكشف قصصاً ذات أهمية حقيقية من خلال فهمها وتحليلها الصحيحين.
عليك أن تتعلم أن تحب الوثائق، فاستقصاءاتك ستكون أقوى إذا دعمت الفرضيات بالوثائق خاصة إذا كانت من مصدر
رسمي أو موثوق.
أنواع الوثائق التي من شأنها أن تكون مفيدة لك تشمل :
«العمل سداداً للدين» الفخ الذي وقع فيه العمال الفيليبيين في الخارج.
تعتبر الصور ومقاطع الفيديو جزءاً حيوياً من أجزاء إخبار القصة الحديثة
لكن يحدث العمل القسري والتوظيف غير العادل عادة في الخفاء، وقد لا يكون الجناة والضحايا على استعداد لأن
يتم تحديد هوياتهم، وإذا ما أرادوا فعل ذلك فعلى المصورين الصحفيين الذين يعدون التقارير عن هذه القضايا،
أن يفكروا في التأثير الذي سيتركه عملهم على هؤلاء الأشخاص.
فيما يلي وجهات نظر ثلاثة مصورين:
«من خلال التصوير أعمل على كشف حقيقة وهول الاتجار بالأشخاص. ومع ذلك أدرك تماماً الآثار النفسية التي تركتها هذه التجارب على الضحايا. كوني صحفية لا يمنحني ذلك الحق في غزو خصوصيات حياتهم بطرق من شأنها إعادة إحياء آلامهم».
«لقد أبلغت الأشخاص الذين كنت ألتقط لهم صوراً أنني أريد أن ألقي الضوء على قصصهم ومحنهم، وعندما أصبح الوضع آمناً لي ولهم التقطت تلك الصور، ثم أعلمتهم بأنهم سيرون صورهم عبر أنحاء العالم. كنت أريدهم أن يعلموا بأننا سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة في إحداث فرق في حياتهم. وأنا أعتقد حقاً أننا إن استطعنا أن ننظر إلى بعضنا بعضاً كإخوة في الإنسانية، سيكون من الصعب للغاية تحمل الفظائع على غرار العبودية. هذه الصور ليست للقضية بل هي لأشخاص، أشخاص حقيقيون مثلي ومثلكم، يستحقون جميعاً نفس الحقوق والكرامة والاحترام في حياتهم».
«كنت ألتقط صوراً لأناس في أوضاع صعبة فكانوا يتصرفون بشكل طبيعي لأنهم يريدون أن يشاركوا قصتهم بأي ثمن، فكان من واجبي كمصورة فوتوغرافية أن أجعلهم على دراية تامة بعواقب ما يقومون به، وإيقافهم أحياناً ليفكروا.
ما أقوله دائماً إنني مهما قضيت من الوقت، و مهما أصبحت قريبة من الأشخاص الذين ألتقط لهم صوراً وتعلقت بهم، أعود إلى بيتي في نهاية اليوم. هم الذين يبقون عندما أغادر أنا، ولذلك سلامتهم تأتي بالدرجة الأولى، لقد ائتمنوك على المعلومات فكن ذكياً حيال ذلك.
[أقول لزملائي الصحفيين] : فكروا على المدى الطويل، بدل التفكير على المدى القصير، هناك العديد من الطرق لإخبار القصة دون التسبب في المشاكل، بما في ذلك عدم إظهار الهوية، وإخفاء الوجوه، وتغيير الأسماء؛ تستطيعون دائماً العثور على حل».
إذا وافق أحدهم على التقاط صورة له (أو أن يتم تصويره في فيلم)، ولكن طلب عدم كشف هويته، فمن الأفضل حماية هويته أثناء التصوير من خلال تصويره في صورة ظلية أو عن طريق تصوير يديه فقط، بدلاً من الاعتماد على تقنيات ما بعد الإنتاج مثل التقطيع أو إخفاء وجه الشخص أثناء عملية التحرير أو الإنتاج، ذلك لأن الصورة الأصلية تحتوي على هوية المصدر، وهناك دائماً خطر وقوعها لدى الشخص الخطأ أو نشرها بالخطأ.
كيف تتصرف إن لم تتمكن من الحصول على الصور الأصلية؟
يمكنك استخدام الصور المخزّنة في مكتبة الصور، لكن قد لا تتطابق هذه الصور مع قصتك
هل يمكنك أن توضح قصتك بفنون بصرية أخرى: مثل الرسوم، والرسوم المتحركة واللوحات؟
يمكنك أيضاً أن تترك القصة دون توضيح وأن تشرح لقارئك لماذا قمت بهذا الخيار.
لن يحميك اتباع المعايير الأخلاقية لصحفي محترف من جميع أنواع الأذى، لكنها خطوة أولى لابد منها.
انتسب إلى اتحاد أو جمعية الصحفيين التي تملك مدونة أخلاقية قوية إن أمكنك ذلك. تعلم المدونة الأخلاقية والتزم بها. احصل على بطاقة عضوية من جمعية أو اتحاد الصحفيين، واحملها معك في جميع الأوقات.
فيما يلي بعض النصائح الأساسية للبقاء في أمان عند إعداد تقاريرك:
إن سلامة الصحفيين موضوع مهم. بالمعدل، يقتل صحفي واحد كل خمسة أيام بسبب الكشف عن المعلومات وإعلانها.وغالباً ما ترتكب الهجمات ضد الصحفيين في الأوضاع التي لا صراعات فيها.
ويتعرض الصحفيون الذين يقومون بإعداد التقارير بشأن قضايا مثل التوظيف غير العادل والعمل القسري للخطر بشكل خاص حتى وإن كانوا يقومون بذلك بطريقة متوازنة وموضوعية. من المرجح أنك تكشف منظمات إجرامية، أو أفراد أقوياء، أو حتى انتهاكات حكومية. وقد تتراوح الأعمال الانتقامية من التخويف والمضايقة إلى العنف الفعلي والاعتقال غير القانوني والاحتجاز التعسفي.
وربما تتعرض لخطر عدم التمكن من إعداد التقارير في البلد. ومن الممكن أن تجبر على الهرب، وأما الصحفيون الذين هم أنفسهم عمال مهاجرون فقد يفقدون تصريح العمل.
هناك العديد من المصادر التي تعزز سلامة الصحفيين. انظر إلى المجموعة المختارة من المصادر الرئيسية الواردة أدناه:
كن مستعداً ذهنياً لمهمة مؤلمة. تكلم مع العائلة والأصدقاء والزملاء. تعرف على ما أنت مقدم عليه. ابحث عن طرق صحية للتخلص من التوتر.
تبادل القصص والخبرات مع زملاءك الصحفيين. حاول الاستفادة من تجارب الآخرين . تعلموا من بعضكم بعضاً.
قدم ملخصاً لرؤساءك وزملاءك عند عودتك. من المهم أن يعرفوا ما الذي مررت به. لا تدفن تجاربك في أعماقك حيث قد يصبح من الصعب التحدث عنها.
اطلب دعماً احترافياً. لا خجل في أن تتأثر بالأشياء الصادمة التي شهدت حدوثها أو القصص التي رويت لك. من الطبيعي أن يشعر الشخص الذي تعرّض لحدث مؤلم بالصدمة، والغضب، والحزن، والأسى، والعجز.
يقع على عاتق رؤسائك الدعم و الاهتمام بك إن عانيت من آثار سلبية بسبب مهمتك. يجب أن يكونوا متعاطفين وأن يعطوك عطلة لبعض الوقت، وأن يساعدوك في العثور على الشخص المناسب للتحدث معه عن تجاربك.
كن على دراية بالمخاطر المحتملة على صحتك البدنية. قد تنطوي أماكن العمل التي تزورها على مخاطر على السلامة، على سبيل المثال، في المناجم أو في مواقع البناء. اعد تحقيقك جيداً واطلب المعلومات عن المخاطر المحتملة مسبقاً.
هناك قاعدة عامة في الصحافة تقتضي بأن يكون المراسلون منفتحين وصادقين بشأن هويتهم. لا ينبغي أن يخفوا هويتهم أو نشاطهم لكي يتمكنوا من الوصول إلى المعلومات التي قد لا يتم تبادلها مع مراسل صحفي ـ على سبيل المثال، من خلال أن يتظاهر الصحفي بأنه طبيب أو من أحد أفراد الأسرة.
ومع ذلك، قد يكون صعباً جداً جمع أدلة مقنعة على جريمة وعلى سلوك غير اجتماعي عندما تكون هناك شفافية تامة، بالقول: «هل لك ان تعلمني بالتجاوزات التي قمت بها؟».
لذلك يقوم بعص الصحفيين بادعاء هوية مزعومة، على سبيل المثال، يدعي الصحفي بأنه عامل غير مؤهل ليحصل على وظيفة في مكان يتعرض فيه العمال للانتهاكات وسوء المعاملة. ويعرف ذلك بالعمل «تحت غطاء / بشكل متخفٍ». لكن يحدث ذلك عندما يكون هناك أسباب قوية تتعلق بالمصلحة العامة تشير إلى ارتكاب جريمة خطيرة أو سلوك غير اجتماعي، حصراً.
والعمل بشكل متخف يحتاج وقتاً طويلاً، فقد يستغرق كسب ثقة صاحب العمل أسابيع عديدة.
يعتبر هذا العمل مكلفا، لأن على المؤسسة أن تستمر في دفع رواتب الصحفي بينما هو يعمل أو تعمل في مكان آخر. (لتجنب الملاحقة القضائية بتهمة الاحتيال، يضع الصحفيون الذين يعملون متخفيين جانباً أية أجور يحصلون عليها من صاحب العمل ليعيدوها عندما يتركون العمل)
كما هو محفوف بالمخاطر أيضاً، فإذا ما قام الصحفي بإجراء تسجيلات صوتية أو تصوير مقاطع فيديو، قد تقرر المحكمة أن ذلك انتهاكاً للخصوصية وغير قانوني، وأخيراً قد يكون خطيراً، فقد يتعرض الصحفيون الذين يعملون دون تخف بهويتهم الحقيقية، للتهديدات وحتى للعنف الجسدي.
لا تتخفى أبداً دون الحصول على الدعم الواضح من مؤسستك الصحفية. إذا سارت الأمور بشكل خاطئ، سيكون عليهم أن يكفلوك ويدعموك.
خطط جيداً وفكر في:
- كيف ستلتحق بالمؤسسة التي توشك على كشفها؟
- هل ستعمل وحدك؟
- كيف ستتأكد بأنك في أمان؟
- ما هي هويتك السرية وقصتك؟
- كيف ستتجنب طرح الكثير من الأسئلة وإثارة الشكوك؟
- كيف ستستخرج المعلومات؟
- كيف ستنقذ نفسك عندما تسير الأمور بشكل خاطئ؟
- الحفاظ على الاتصال السري والمتكرر مع زملاءك بحيث يعرفون أين أنت؟ وماذا تفعل؟
لا ينبغي أن تمارس الضغط على الضحايا، ولكن من العدل أن تخبرهم أن التصريح برأيهم سيثقف الجمهور عن حجم وطبيعة المشكلة، مما قد يمنح الآخرين الثقة للتحدث عن محنتهم علناً. وقد تنبه الآخرين إلى الأخطار التي قد تواجههم بالسفر عبر الحدود من أجل وعد بوظيفة قد يتضح أنها لا تطابق الوعد، أو أن تثق بوكلاء قد لا يستحقون الثقة.
إذا أردت أن يفضي الناس لك بالخبرات المؤلمة التي عاشوها، عليك أن تكسب ثقتهم. ويجب أن يعلم ضحايا الاعتداءات والعنف أنهم لن يتعرضوا للإساءة ولن يكونوا ضحية للإساءة والعنف مرة أخرى بسبب تقريرك. كما ستحد القصص التي تكتبها عن الناجين من الاعتداءات والفظائع، إن كان الذين أجريت مقابلات معهم سيرغبون في التحدث معك مجدداً لمتابعة القصص.
المبادئ الخمسة
للصحافة الأخلاقية : الإنسانية
بشأن إعداد التقارير حول العنف المُمارس
ضد النساء
شهادة: كورين غوري
نسيبة أوبا، خبيرة من
The Invisible Hands
وضع الإنسان في قلب تقارير الاتجار:
نصائح لإجراء المقابلات مع الناجين
العمل مع الضحايا والناجين:
التقليل من التعرض للمزيد من الأذى
مذكرة إرشادية، من صفحتين،
للمؤسسات الإعلامية